احتلت اليونان بؤرة الاهتمام السياسي والإعلامي في السنوات الأخيرة ، ربما أكثر من أي بلد أوروبي أخر، فقد واجهت البلاد أزمة اقتصادية منذ سنوات، ثم بعد ذلك وفي عام 2015 ، تدفق على الجزر اليونانية أكثر من مليون لاجئ ، وصلوا إليها عن طريق القوارب من تركيا.
وفي يناير 2017 ، تولى “جورج فلورنديس” منصب أمين السياسات الإعلامية لملف اللجوء والهجرة لدى الحكومة اليونانية، وقد أشاد بمستوى التعاون مع أوروبا في بعض النقاط ، ومع ذلك فقد أكد أن العديد من السياسيين في الاتحاد الأوروبي لا يرون في ملف الهجرة سوى مجرد أرقام، بينما التعامل مع البشر يجب أن يكون من منطلق إنساني.
وخلال زيارته للقاهرة لحضور احتفالات العيد القومي اليوناني في مصر أجرى “صدى البلد” لقاءا مع “فلورنديس” وإلى نص الحوار:
– منذ عام مضى تم تطبيق الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن اللاجئين . هل ما زال الاتفاق ساريًا ؟
– إن الاتفاق المبرم مع تركيا ما زال ساريًا ، ونحن نسعى لتطبيقه على أكمل وجه ممكن ، ذلك أن الحدود الأوروبية ما زالت مغلقة ، وقد قل عدد اللاجئين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية ، كما إن التعاون مع السلطات التركية عادة ما يتم بشكل جيد.
على الرغم من ذلك فهناك مشاكل، فلابد أن تفي دول الاتحاد الأوروبي بالوعود الي قطعتها لليونان، وقد التزم الاتحاد الأوروبي باستقبال 66 ألف لاجئ من اليونان ، على أن يتم توزيعهم على الدول الأوروبية، ولكن حتى الآن لم يتم توزيع سوى عدد أقل من 10 ألاف مهاجر.
ان تنفيذ الالتزامات التي قطعها 400 مسؤول أوروبي يتعاملون مع قضايا اللجوء لا يزال تنفيذًا جزئيًا ، ولكنه من الضروري أن يشكل الاتحاد الأوروبي جبهة موحدة خلال الأزمة ، وعلى جميع الدول الأوروبية أن تساهم في مواجهة هذه الضرورة الملحة.
– تتلقى اليونان مساعدات من الاتحاد الأوروبي تقدر بعدة ملايين يورو.. وقد اشتكى بعض السياسيين من أن السلطات اليونانية لا تنظر في طلبات اللجوء بالسرعة الكافية. فما ردك على هذا الاتهام؟
– إن الأزمة لم تنته بعد ، ولكننا نتجه نحو الأفضل ، فقد كان الوضع صعبًا في البداية ، مع تدفق الآلاف من اللاجئين يوميًا على الجزر اليونانية، وقد تم مؤخرًا إنشاء مكاتب للجوء في عدة مناطق داخل البلاد وعلى المستوى الإقليمي أيضًا ، كما ان الخبراء التابعين لمكتب المساندة الأوروبي لشئون اللجوء يدعمون ويتعاونون مع مكاتب اللجوء اليونانية من أجل سرعة النظر في طلبات اللجوء .
ولكن في بعض الأحيان ، يهتم السياسيون من الاتحاد الأوروبي بمتابعة الأرقام فقط ، في حين أننا نتعامل مع بشر، وقراراتنا لا تقتصرعلى حقهم في اللجوء فحسب ، ولكنها تؤثرعلى حياتهم بأكملها.
– وصف البعض أوضاع اللاجئين في مراكز الاستقبال – مثل ليسبوس- خلال فصل الشتاء بأنها كانت مأساوية.. فكيف هو الوضع الأن؟
– لقد قمنا باستبدال الخيام ، والناس يعيشون الآن في مساكن ثابتة ، ويحصلون على تغذية جيدة ، ومع ذلك يجب أن نبذل أقصى جهد لضمان عدم تكرار الأوضاع الاستثنائية التي حدثت عام 2015، فإن تلك الحالة لا يجب أن تشهدها الجزر اليونانية مرة أخرى في المستقبل.
– هل ما يزال هناك استعداد لدى اليونانيين للمساعدة ، أم إن التعب والإحباط قد تغلب عليهم؟
– هناك استعداد كبير لدي الناس في اليونان للمساعدة ، وسكان الجزر لديهم طاقات كبيرة ، على عكس العديد من الدول الأوروبية ، حيث نرى صعود الشعبوية اليمينية.
– ولكن كانت هناك احتجاجات في الجزر اليونانية من قبل بعض المتطرفين؟
– هؤلاء يمثلون أقلية ، ويجب أن تدرك أن الناس في اليونان لا يواجهون أزمة اللاجئين فقط ، ولكنهم يواجهون الأزمة الاقتصادية منذ عدة سنوات، ومن وجهة نظري فإن تداعيات الأزمة الاقتصادية أكثر خطورة من محنة المهاجرين، ولابد من تقديم حل سياسي للملفين ، وهذا هو التحدي الذي يواجه الحكومة اليونانية في السنوات المقبلة.
المصدر: www.greekarabnews.gr